— شكري الحذيفي
– للأسف ظلت عوامل تقزيم الكرة اليمنية الى اليوم تتعاضد الى درجة ان أصيب المنتخب الاولمبي بالعقم ومعه المنتخب الأول.. وكلما جاء جيل من لاعبينا يشعر أنه يؤدي مهمته فقط كإسقاط واجب ليس الا.. فلا تحركه رغبته في المنافسة ولا ترتفع لديه درجة طموحه ليحفر وينقش اسمه كنجم ولاعب فذ..
— مع أنه مر على منتخبنا الأولمبي أسماء كبيرة لنجوم كرة القدم ببلادنا في الأداء والعطاء والنجاح مع أنديتهم ومنتخبات الناشئين ثم الشباب ثم تجدهم ما إن ينضموا للأولمبي أو للأول إلا وينهزمون نفسيا ومعنويا بأسباب ذاتية.. اذ يشعرون بأنهم عواجيز.. وبقراءة لما قدموه في المباراة أمام الاماراتيين وديا.. وامام العمانيين رسميا فهم يفتقدون للثقة ويكفرون بإمكاناتهم ويبررون بأننا في حالة حرب ويشتونا ننتصر..وهو تبرير الضعفاء والمتخاذلين والمصابين بالقزمية.. كيف يمكن أن ينتشل الجهاز الفني لاعبين لايمتلكون ذات النزعة التي كانت لديهم مع منتخبي الناشئين والشباب والإيمان بقدراتهم على صنع إنجاز.. ناهيك عن تقديم مستوى أفضل ونتيجة إيجابية..
أولا يحتاج لاعبو الأولمبي الى شحذ هممهم من جديد وإعادة تأهيلهم معنويا للخروج من عقدة أنهم مهما كان إعدادهم مكثفا فإنهم في النهاية سينهزمون.
— لا أبرىء ساحة سكوب ومساعديه فالخط الدفاعي مثلا غير متماسك ويمكن اختراقه..وبالمقابل الكرات من خط الوسط منعدمة للمهاجمين..ولايوجد انتقال سريع من الدفاع للهجوم..ولا استغلال الهجمات المرتدة..
فالقصور لدى اللاعبين في مراكزهم حيث لايلعبون بفكر جماعي كما عهدناهم في منتخب الناشئين وكذا في منتخب الشباب..
— والحقيقة الجلية أن لاعبينا خاوون من الداخل.. جدبت هممهم.. استكانوا وآمنوا بأنهم لن يستطيعوا تجاوز المنتخبات الخليجية مثلا.. مع ان منتخباتنا الوطنية للفئات العمرية- التي لم تصبها عدوى الشعور بالقزمية- أطاحت بجميع منتخبات الخليج بمن فيهم المنتخب السعودي- وهو الأفضل عربيا..وكذا الإماراتي والعماني اللذان خسر منهما منتخبنا الأولمبي.. من الأول وديا بنصف درزن مقابل هدفين.. ومن العماني رسميا بثلاثية نظيفة..
— فلاعبونا هم من هزموا أنفسهم.. ثم اللخبطة للجهاز الفني واختياراته المسلوقة.. فظهر المنتخب بلا بوصلة.. وبدون نهج هجومي.. وتواضع في الأسلوب الدفاعي.. بل لعب عشوائي.. فلا انسجام ولا تفاهمات.. ولا كرات عرضية.. ومعظم اللعب فردي ويفقد لاعبونا الكرة في الثلث الاول من ملعبنا ويتحول الضغط على مرمانا من أخطاء يصنعها وسط ملعبنا الذي بدا بلا هوية.. وبالإجمال فإن الكرات من لاعبينا كلها هوائية.. وغير معلوم مهمة كل خط من خطوط منتخبنا..
أيضا كان من الطبيعي أن يتسبب الارتباك للمدافع المتأخر- الذي نسيت اسمه- في اهتزاز الثقة لدى زملائه. فهو من منح هدف السبق للعمانيين وهو من أهدى لهم أيضا الهدف الثالث.. وكان يمكن استبداله في الشوط الثاني لكن يبدو لي أن المدرب سكوب مقتنع بالبنية الجسمانية لهذا المدافع.. الذي حول قوته الجسمانية عاملا مساعدا للهجوم العماني.. ضف الى ذلك ضياع ركلة الجزاء فقد أكدت الحالة المهلهلة لمنتخبنا وأنه كان يلعب بلا خطة ولا شخصية.. وهزم نفسه قبل أن يخوض المباراة الافتتاحية أمام العمانيين هذه الليلة في العراق..وبدد التفاؤل الذي كانت الجماهير تظنه في لاعبينا القادمين من منتخب الشباب.. غير أن منتخب الأولمبي لايزال يشكل من نفسه لنفسه عائقا.. فاجتمع فيهم المنحوس الى خائب الرجاء.. فإذا هم عمياء تخضب مجنونة.. نجوم في الشباب.. عواجيز في الأولمبي والأول..
– شكرا لأنكم تبتسمون..