رئيس التحرير
يزيد الفقيه
Slide
Slide
Slide
Search
Close this search box.

مع فحمان حتى لايكون حسان

 محمـد مُهيّـم
حريٌ بي أن أحدثكم عن هؤلاء اللاعبين الأربعة الذين يظهرون معي في هذه الصورة وهم (مناف سعيد – حيدر أسلم – سعيد العولقي – أسامة مكرف ) وخامسهم (أحمد الصادق) الذي شاءت الظروف ألا يكون معنا..!
جميعهم لاعبون دوليون وسبق أن مثلوا بلادهم في أكثر من مناسبة   وخبرتهم أفضل وأكثر ويعرفون ماهو الوطن وقيمته ونداءه.
أربعة لاعبين يشتد بهم الظهر ، وقبل ذلك هم واجهة مشرّفة للاعب النموذجي والوطني الغيور على بلده وعلى الفانلة التي يرتديها حيثما حلل ، هؤلاء اللاعبون الذين أمامكم أعجز عن التعبير في حقهم ووصفهم ، والصمت في حرم الجمال جمال، ولكن لكي يعرف الجميع بأن ليس كل لاعب كرة قدم يظل لاعب !!
بل أن هناك معايير ترتكز على اللاعب المثالي الذي يأتي كامل الوصف كهؤلاء وغيرهم الكثير من اللاعبين أيضا الذين صادفتهم ، ولكنني أحدثكم من تجربة ومواقف عشتها مع هؤلاء ، فحينما تعانق النجومية الأخلاق والرُقي وسمو الروح سنرى الإنتاج يتمثل بجيلٍ راقٍ يفتخر به كل الوطن.
ندخل في موضوعنا مباشرةً الذي سأفصح عنه لأول مرة ، وما دار خلف الكواليس داخل فريق #فحمان ممثل الوطن في البطولة العربية :
كان الوقت حينها ليلًا قبل موعد السفر إلى المملكة العربية بـأقل من (24 ساعة) لخوض منافسات دور الذهاب والإياب أمام (الاتحاد المنستيري التونسي) في الرياض وتونس ، ولعل الجميع قد سمع عن حالة التمرد التي قام بها بعض لاعبي الفريق الفحماني على طريقة (الابتزاز) و (لي الذراع) وهي طرق وبكل أسف تم التعود عليها واستخدامها حتى إلى ماقبل المباراة النهائية للدوري اليمني العام المنصرم أمام وحدة صنعاء في سيئون والتي توجوا بها لاحقا بطلًا للدوري ، بعد أن لعبوا وفازوا بركلات الترجيح ، وعليكم أن تسألوا الكابتن (محمد حسن البعداني) الذي كان مدربًا للفريق حينها وما واجهه معهم في تلك الفترة..!
نعود إلى موضوعنا وقصة الأربعة اللاعبين الذي لبوا نداء الوطن ولم يتوانوا للحظة ، بل قالوا وأكدوا أن هذا تشريف لهم وللوطن وبدون أي مقابل مادي أو شرط مسبق..!!
نعم .. بعد قرار إدارة فحمان بأنهم سيشاركون ولن يتراجعوا حتى ولو سافروا بـ 11 لاعبًا ، بعد لحظات عصيبة عشناها كانت مابين الاعتذار عن المشاركة ، أو الرضوخ للأبتزازات المتكررة التي تنم عن ثقافة اللاعب وسلوكه المشين ، غير معبرين المهمة التي هم في صدد تأديتها حتى وإن كانت لهم أي حقوق ومطالب ، مع أن كل الحقوق قد استلموها وبزيادة وهو مالم يتحصل عليه حتى لاعبي المنتخبات الوطنية في معسكراتهم ، وبأمتيازات يطول شرحها وهم أعلم بها وبالأرقام.!
(12 لاعبًا) غادروا فندق الإقامة قبل السفر بساعات بعد اللقاء برئيس النادي الأستاذ (أحمد الصالحي) الذي أوضح لهم كل شيء وعن ماتم استلامه وكيف تم صرفه ، مع أن اللاعب يظل لاعب ولايحق له التطاول ومساءلة رئيس نادي أو غيره من الإدارة عن كل ماصرف ، ولكن لأنه شخص صادق ونزيه تحدث معهم بكلام صادق من القلب إلى القلب وبشفافية عن مايواجهه الفريق الريفي الذي لا يعتمد على مصدر دخل ثابت عكس الأندية اليمنية الأخرى وشرح لهم كل شيء بالتفصيل (دولار – دولار / ريال – ريال) ..!!
كان يتحدث ويظن أن اللاعبين سيقتنعون ويفهمون مايقوله لهم .
مواصلًا حديثه ومستذكرًا حديث سابق كان قد تحدث به لهم قائلًا : ” لقد تحدثت معكم قبل ترشيح الفريق ليمثل اليمن ، واوضحت لكم بأننا نعاني من شح مالي كبير ، ونحن لا نريد نبخس انجازكم وأنتم اليوم تمثلون اليمن وهذا فخر لكم جميعا ، هل لديكم الإستعداد للمشاركة بحسب الإمكانيات التي سيتحصل عليها النادي أم نعتذر ؟؟ ، فقال الجميع بصوت واحد : ”لا لا لا .. سنشارك ونحن معك في أي شيء وبعدك فيما تراه“.
وعاد العزي ليختتم حديثه الأخير بعد تذكيره اللاعبين بما دار سابقا خلال المشاركة الأولى في الدور التمهيدي قائلاً لهم : ” اليوم هذه هي إمكانياتنا للسفر مرة أخرى للقاء الذهاب والإياب أمام الفريق التونسي ، ومن يحب يسافر معنا فأهلًا وسهلًا به ومن لايريد الله معه .. !
بعد ذلك غادر 12 لاعبًا فندق الإقامة ليتبقى الجهاز الفني وخمسة لاعبين آخرين من محافظة إب ولاعب من صنعاء كانوا قد جاءوا مع الكابتن وليد النزيلي كمحترفين وبدون مقابل أيضا ولهم كل الشكر على هذه المواقف ، كذلك لاننسى أن نشير إلى اللاعبين الذين التحقوا من الخارج كذلك بدون مقابل ، لأن اللاعب الذكي يعرف ماله وما عليه ويقتنص اللحظة من أنصاف الفرص.
على كل حال اجتمعت الإدارة عقب ذلك وبحضور وكيل وزارة الشباب والرياضة الأستاذ (عبدالله مهيم) ومدير عام مكتب الشباب والرياضة رئيس بعثة فحمان في المشاركة العربية الأستاذ (أحمد الراعي) وطاقم إدارة نادي فحمان التي قامت مباشرةً بتوقيف وشطب خمسة لاعبين من الفريق ، مع ترك مساحة من الوقت للسبعة الآخرين حتى يعودون ولكي لايضيع مستقبلهم الكروي ويحكّمون عقولهم ويعون ماهم فيه لأن الأمر أكبر من نادي فحمان ويمس وطن ، وكذلك لأن العواقب ستكون وخيمة وقاسية جدًا على المستوى الشخصي للاعب ، لكن البعض وللأسف يفتكرها بالسهلة.
وعند التواصل بالاتحاد العربي عن إمكانية إضافة لاعبين جدد إلى قائمة فريق فحمان تمت الموافقة المبدئية ، وبعد تدارس الوضع بين الإدارة والجهاز الفني لترشيح عددًا من اللاعبين للاستعانة بهم من خارج عدن كبعض أسماء من لاعبي المنتخب الأولمبي مثلًا الذي يعسكرون في مأرب ، لكن الوقت كان حينها قصير جدًا لنضطر إلى الاستعانة بهؤلاء الأربعة ( الصادق – مناف – حيدر – سعيد – أسامة) لأن جميعهم في عدن.!
الوقت كان من ذهب حيث خصص لنا ساعتين فقط لحسم أمر اللاعبين ، والرفع بهم وطلب صور من جوازاتهم لاستكمال كل الإجراءات وأهمها إصدار تأشيرة الدخول إلى الأراضي السعودية ، ولكم أن تتخيلوا ذلك في ظل صعوبة التواصل ورداءة خدمة الاتصالات داخل عدن ..
– وبعد اتصالات عديدة ومكثفة مسك أول اتصال بالكابتن (أحمد صادق) أبدى موافقته مشكورًا ، ليرسل صورة من جوازه لكنه وللأسف تبقى شهرين على انتهاءه وتم رفضه ، لأن السلطات السعودية لاتقبل أي جواز لاتقل فترة انتهائه عن ستة أشهر ، ومع ذلك تم رفضه وخسرنا أحد أهم اللاعبين الذين كنا نعول عليهم كثيرًا.
– ثاني اتصال لـ الكابتن (مناف سعيد) وعلى عجالة اخبرته وتفاجأ بالأمر ، وقال مستعد واتشرف بذلك ، لكنه طلب مخاطبة رئيس ناديه الكابتن محمد حسن أبو علاء والذي لم يقصر هو أيضا وسمح للاعب مناف بالالتحاق بفحمان في هذه المهمة الوطنية والظرف الطارئ رغم حاجة ناديه الشعلة له في منافسات بطولة المريسي الرمضانية.
– ثاني اتصال كان لـ لكابتن (حيدر أسلم ) وهو كان يتجهز للسفر والعودة إلى مدينته عبس بالحديدة بعد أن أكمل مهمته مع التلال في بطولة المريسي ، شرحت له ما أريد منه ولبى النداء ، وقطع سفره وجاء إلينا في فندق الإقامة ليلتحق بالفريق.
– ثالث اتصال كان إلى الحارس (أسامة مكرف) وهو كان يتواجد مدينة لودر لبى النداء هو الآخر مشكورا ، وذهب إلى منزله ليتجهز استعدادا للسفر إلى عدن والالتحاق بفحمان.
– خامس اتصال وأخير كان لـ الكابتن ( سعيد العولقي) حيث كان يتواجد عند أخواله في إحدى قرى مدينة مودية أثناء حضوره للتعزية في وفاة أحد أقاربه ، ومع ذلك الظرف الصعب الذي كان فيه لبى سعيد النداء الوطني وتحرك اليوم التالي فورًا إلى عدن والتحق بالحصة التدريبية الأخيرة للفريق.
الحمد لله بعد موافقة جميع اللاعبين وتعاون أنديتهم الكبير معنا ، فورا تم البدء في عملية المتابعة لإصدار التأشيرات بالتعاون مع الدكتور حميد شيباني أمين عام الاتحاد العام لكرة القدم الذي بذل جهود كبيرة وكذلك الأستاذ مصطفى السهلي ، حتى تم استخراج التأشيرات وتسجيل اللاعبين في السستم الخاص بشؤون اللاعبين في الموقع الإلكتروني الخاص بالاتحاد العربي لكرة القدم ، لتمضي الأمور على أفضل مايرام ، وسافرنا جميعا ، وقدمنا مابوسعنا خلال المباراتين رغم الظروف الصعبة التي رافقت هذه المشاركة حتى عدنا إلى أرض الوطن ، واليوم نحن في بيوتنا يستذكر كل واحد منا ذكرياته الجميلة التي جمعتنا وستظل عالقة في أذهاننا ماحيينا.
الرئيس الفخري للنادي الفحماني طيب الذكر الأستاذ العزيز ( أحمد الميسري) نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية السابق ، الذي شيّد ملعبًا بكامل مواصفاته وملحقاته في مدينة مودية لم يتبقى له سوى التعشيب فقط ، كان الأستاذ أحمد على تواصل يومي ومستمر معنا بالبعثة يشيد ويتابع ويثني على كل ما يحققه الفريق ، والجميع يعرف أنه كان في فترات سابقة الداعم الأول والحقيقي لفحمان و (للاعبين) بصورة شخصية حيث كان يقدم لهم المساعدات تلو الأخرى منها المالية والتوظيف والعلاج ، الخ..
واليوم بعضهم يخذلونه ويخذلون فريق فحمان وهو في حاجتهم وفي أصعب ظروف يمر بها ويعيشها ؟؟
كيف تحكمون على مثل هؤلاء ؟؟
وصدق من قال معادن الرجال تظهر وقت الشدائد..!!
والحمد لله الذي وفقنا برجال يشتد بهم الظهر ..
هذه هي القصة وبإختصار مع أسفي وحزني على كل ماجرى من أحداث لايعلم اللاعبين بأنهم سيكونون فيها الضحية ، رغم ماحدث إلا أنه يحزنني بسبب العقليات التي تجمّدت عن التفكير لبرهة من الوقت ، بالمقابل تراهم في الحارات يحرثون الملاعب الترابية بلا مقابل ولا أحد يعرف من هم ، لقد ضاع عليهم الكثير من ماتبقى من عمرهم الرياضي فمثل هذه المشاركات الخارجية التي لاتتكرر هي تاريخ بحد ذاته يحفظ للأحفاد والتاريخ ، لكن للأسف هم ينهون مسيرتهم الكروية بأنفسهم بسبب التعنت والتعصب وقلة الوعي والإدارك وعدم دراسة الأمور ، وكيفية المطالبة بالحقوق إن وجدت وما ضاع حق خلفه مطالب ، ووالله العلي العظيم إن كان هناك مظلمة على أحد فلن نتوانى للحظة في قول كلمة الحق والوقوف معهم وإلى صفهم ، لكن كل شيء واضح وضوح الشمس واتحدى من يثبت عكس ذلك.
رسالة أخيرة لأخواني في نادي فحمان العريق الذي كبر وأصبح اسم كبير على المستوى العربي واليمني أن يحافظوا على ماوصلوا إليه والبدء ببناء جيل جديد خالٍ من كل الشوائب التي تأثرت بها رياضة أبين وذهبت بفارسها (حسان) ذات زمن إلى سلة المهملات ، إلى أحبتي في فحمان العريق لقد كفيتم ووفيتم وعملتم كل مابوسعكم في أحلك الظروف ، نجحتم في أوقات واخفقتم في أوقات أخرى ، ومن لا يعمل لا يخطئ ، ومن لا يخطئ لا يتعلم.
فـ المرحلة القادمة تتطلب جهدا إداريا أكثر احترافية في التعامل مع اللاعب وتهيئته ليعرف ماله وماعليه ، وكلنا وكل أبناء أبين الشرفاء وشبابها ورياضييها خلفكم فأنتم واجهة أبين المشرقة برازيل اليمن ومدرستها الكروية الأولى في الوطن.
وكل عام وأنتم بألف خير 

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Email
Telegram

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *