شووت-متابعات
عوّد مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا، جمهور فريقه على إجراء مغامرات تكتيكية مفاجئة، والمباراة أمام آرسنال التي فاز فيها “السيتيزينز” 4-1، لم تكن استثناء.
بعد المباراة، كان التركيز منصبا على الثنائي كيفن دي بروين وإيرلينج هالاند، اللذين لم يكن بمقدور آرسنال إيقافهما، فسجل الأول هدفين وصنع هدفا، فيما أحرز الثاني هدفا واحاد وصنع اثنين أخريين.
لكن ما أن هدأت نشوة العرض الفني المميز، سلط النقاد الضوء، على قرار إشراك مانويل أكانجي في مركز الظهير الأيسر لأول مرة، وهو قرار ساعد مانشستر سيتي في السيطرة على المباراة.
حل تعويضي
كان الحل الواضح لغياب ناثان آكي الناجم عن إصابة في أوتار الركبة، هو إشراك إيميريك لابورت في موقع الظهير الأيسر، خصوصا وأنه لعب في هذا الموقع ضد ليستر، وأقر جوارديولا نفسه بعد اللقاء، بأن القرار كان صعبا، لأن لابورت معروف بقدرته على التمرير، والبناء من الخلف.
يلعب نجما آرسنال بوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي على الجناحين في خطط المدرب ميكيل أرتيتا، ويعتبر عزل المدافعين في المواقف الفردية ضد هذين اللاعبين، أساسا لخطة الفريق اللندني هذا الموسم.
وتظهر الإحصائيات أن ساكا وجد نفسه في مواجهة فردية في 337 مناسبة بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، أي أكثر بـ75 مرة من مارتينيلي (262)، لكن أمام سيتي، تم القضاء على تأثيرهما تماما.
لم يحاول مارتينيلي المراوغة ضد ووكر، وهذه المرة الأولى التي لم يتمكن فيها الجناح البرازيلي وزميله الإنجليزي، من صنع فرصة واحدة من اللعب المفتوح.
تحسر أرتيتا بعد اللقاء على غياب الفاعلية، معترفا بأن لاعبيه خسروا كل مواجهة فردية، وكان أكانجي رائعًا في مواجهة ساكا، ولم يترك أسلوبه القتالي لنجم آرسنال مكانًا يذهب إليه، وما ساعد في ذلك أنه عندما حاول ساكا التحرك أكثر نحو طرف الملعب مستغلا قدمه اليمنى، كان أكانجي أيضًا في جانبه الطبيعي من الملعب، ومن السهل تخيل أن لابورت لم يكن ليحقق هذا النجاح.
التألق أمام البايرن
وبين جوارديولا، أن استوحى هذه الفكرة، من أداء “مانو” أمام بايرن ميونخ، عندما فاز باقتدار بالمواجهات الفردية أمام كينجلسي كومان وليروي ساني وجمال موسيالا.
ليس كل فريق لديه لاعب قادر على التكيف مع هذه المهمة المحددة مثل أكانجي، وعادة ما يلعب الدولي السويسري الذي كلف سيتي 15 مليون جنيه إسترليني في الصيف قادما من بوروسيا دورتموند، كمدافع مركزي، ويمكنه اللعب أيضا كظهير أيمن، وها هو الآن يلعب على اليمين.
لم يكن أكانجي فقط من أثار الإعجاب. على اليمين، كان كايل ووكر متألقا بالقدر نفسه، حيث قضى على تهديد مارتينيلي تمامًا لدرجة أن أرتيتا استبدل لاعبه بعد ساعة فقط.
والأهم أن جوارديولا، باغت آرسنال بإشراك 4 لاعبين في الخط الخلفي، بعدما اعتاد في الآونة الأخيرة انتهاج طريقة اللعب 3-2-4-1، وهو ما شكل عنصر المفاجأة بالنسبة للجانرز، الذي اضطر لترتيب أوراقه من جديد دون أن ينجح.