رئيس التحرير
يزيد الفقيه
Slide
Slide
Slide
Search
Close this search box.

على صفيح من أمل!

ثمة أهداف ترنو إليها بطولة كأس حضرموت لكرة القدم أهمها تعزيز العلاقات والاخوة بين شباب ورياضيي حضرموت، وإبراز المواهب، وتنشيط الواقع الرياضي، وتفعيل دور اللاعبين والإداريين والحكام والإعلاميين والجمهور الرياضي.

اتذكر مراحل إطلاق البطولة في العام 2009م، منذ بدايات البطولة كنا على اطلاع بأهدافها وصعوباتها وعملنا بها منذ النسخة الأولى.

اليوم حضرموت تطلق رسالة سلام ومحبة، وتؤكد أن الرياضة جميلة جمال البحر في الساحل وعلو الجبال وناطحات شبام في الوادي، ومن هنا جاء اختيار اللونين الأصفر لناطحات السحاب والأزرق لبحر العرب، شعارًا للبطولة.

ولأهمية الصورة في نقل الحدث، سعينا جاهدين بكل قوة وحملنا فكرة نقل المباريات من دور الثمانية، حتى تتطور البطولة ويتابعها الآلاف في الداخل والخارج، وحتى نتجاوز موضوع نقل النهائي فقط، وكان هدفنا إلى جانب تنشيط البطولة وإفساح المجال للجماهير للمتابعة في الداخل والخارج، مساعدة الجهات الأمنية في التخفيف من الازدحام، وتأكيد رسالة البطولة، واعتماد النقل منذ البدايات الأولى في البطولات القادمة، ولفت الإنتباه إلى أهمية تعزيز البنية التحتية للرياضة التي يتنفسها مئات الآلاف ودورها المهم في صقل المواهب وتوجيه الشباب نحو ما ينفعهم.

اصطدمنا كثيرًا أمام عدم الإلمام بفكرتنا، من كثير من الجهات، كانت الموافقة على النقل تأتي احيانًا في وقت متأخر جدًا، وأحيانًا قبل المباراة بساعات، أو مساء الخميس والمباراة الجمعة، لكننا لم نستسلم لكي لا نفقد المتعة للمشاهد الذي يعاني الغلاء والبلاء وضنك العيش.

لم يؤمن بفكرتنا الكثير، تركونا نعاني داخل وخارج في أوقات قياسية دون أن يسأل أحد .. ماذا ينقصكم؟ 

آمن معنا بالفكرة قلة، وعندما نقول “معنا” نقصد “شخصيًا”، وواصلنا المشوار، في ظروف صعبة، والكل يتفرج، لم يسأل أحد .. كيف كنتم تفعلون؟ وكيف كانت تصل الصورة إلى القناة؟ 

لكنك لا تستطيع أن تنجح إذا تعاليت على مهنتك ولم تحبها وتخلص لها وتؤمن بها، وقبل ذلك تحترمها وتعد لها جيدًا مبكرًا.

عندما تتعامل مع عالم مفتوح يجب أن تحترمه، والاحترام يكون بالإيمان بالفكرة والهدف والاستعداد المبكر للتنفيذ.

مباراة التضامن والشعب أو الشعب والتضامن يوم امس الجمعة 10 فبراير أكدت أننا لا نحب بعض! أننا لا نؤمن بالنتيجة، أننا نضحك في وجه بعض فقط ونوغل العداء لبعض، أننا لا نؤمن بالفوز والخسارة، تضاربنا في مقصورة الملعب، تعاركنا في الملعب، انقسمنا بين مشجع ومؤازر، تكررت العشوائية في المقصورة وأسفلها وفي كل مكان، ولم نحترم لا مراقب ولا أحد .. الكبير ترك العنان لمشاعره قبل الصغير، فكان اللقاء على صفيح من ألم، ألم العشوائية وحب الفوز من الجميع ولو على حساب كل شيء، حتى على حساب العلاقات الانسانية وأهداف البطولة، والاخوة والزمالة، كل ذلك حدث للأسف في ظل مستوى متواضع.. متواضع جدًا.

اليوم .. رسخنا فكرة نقل المباريات من الأدوار الأولى لمصلحة الجمهور ومن أجلهم، وكنا سعداء ونحن نمرّ بمنازلهم ونسمع صوت التلفاز يعلو بصوت المباريات، ولا صوت يعلو فوق صوت مباريات كأس حضرموت، ونعرج على القروبات فنشهد المغترب قد تحدّث عن جمال الهدف مع المشاهد داخل الملعب بفضل الصورة التي منحته ذلك، ونمرُ بالأسواق فنسمع حديث الشارع، العاشق للرياضة، فنسعد لسعادتهم وقد تناسوا آلامهم وأحزانهم جراء سياسة الحروب الظالمة التي قست عليهم.

أصاب جهاز “مكسر الصوت” عطب في المباراة السابقة فظهر تقطع في الصوت، ثم امتنع “جهاز إعادة الصورة واللقطات” يوم امس عن العمل لأسباب فنية، كل ذلك بسبب عدم الاعتماد المسبق على خطة اعتماد النقل، والعمل في الوقت الضائع، بل والموافقة على النقل في أوقات حرجة.

 في كل مرة كنا نحن نتواصل مع المصدر ونتابع مع الزملاء في سيئون لمعرفة النتائج وترتيب الأمور مع الحكام ومراقبي المباريات ونأتي بأسماء الحكام وطواقم اللاعبين وأسماء البدلاء ونظل على مقربة من المعلقين، وهو ليس من صميم عملنا وليس مهمتنا، كما كنا نتواصل لضمان ترتيبات البث وهو جهد بشكل ذاتي لم يرغمنا عليه احد، لكننا كنا نثق في الهدف الذي نسعى إليه ولأن الرياضة والنقل أفضل بكثير من أمور أخرى لا تخدم الناس.

بالأمس كان الجمهور المشاهد يوافق على أي شكل للنقل لأنه سعيد بالتجربة، اليوم يتطلع لشكل أفضل مع كل مباراة، ومعه يجب أن تتكاتف جهود الجميع لتقديم شكل أفضل يتحمل مسؤوليته الكل. 

كان المعلقون يوافقون مشكورين على الاستجابة في وقت متأخر وأحيانًا يوم المباراة، وآخرهم الزميل المبدع أيمن سالم الذي وافق بعد إلحاح قرب ظهيرة الجمعة يوم المباراة، وهو الذي سبق وأن خاض بإتقان تجربة نقل مباريات “الدوري الممتاز سابقًا بقناة معين الرياضية”، في مهمة إنقاذ موقف، بسبب التأكيد المتأخر بضمان النقل، حتى لا نعد الناس قبل أن تتأكد الأمور الفنية، ونتيجة عدم تكفل أي جهة بتكاليف أي معلق من خارج المكلا، فللمعلقين منا كل الشكر، ولمن آمن بالفكرة مبكرًا وعمل معنا داخل الميدان وخارجه.

اليوم .. نرفع ايدينا لنترك للآخرين إكمال المشوار .. مشوار نقل رسالة الحب والسلام لنا وللخارج .. رسالة ربط أبناء حضرموت في الخارج بأهلهم .. لرسم الفرحة للناس الطيبين .. لإبراز مواهب الشباب عبر  الشاشة ليتابعهم أهلهم وذويهم والأجهزة الفنية للمنتخبات .. ولتسهم الرياضة في لحمة أبناء المحافظة وإبعاد الشباب عن ما يضرهم.

الإيمان بالفكرة مهم لتنفيذها .. أملنا من الجميع تنسيق أفضل مبكّر لتقديم نسخ ومستوى ونقل أفضل.

اجتهدنا .. وأحيانًا كثيرة كنا لحالنا مع فريق العمل من وقت مبكر داخل الملعب، وقبله بأيام نتابع نجاح النقل، ونأمل أن نكون قد وضعنا بصمة لنقل فضائي مباشر من الأدوار المبكرة للبطولة، وليس للمباراة النهائية فقط كما كان في السابق، نحترم من انتقد وهو لا يعلم معاناتنا، ونعتبر ذلك نجاحًا كون الهدف قد تحقق، فقد طغى حديث النقل على المستوى الفني، ما يعني أن الرسالة وصلت، وان النقل قد بلغ مداه، لك أن تعلم أن النقل التلفزيوني بقدر أهميته صعب ويتطلب أمور كثيرة، وقبل ذلك ترتيب مبكر .. وليس في ظرف سويعات قبل كل مباراة.

نقلنا بالنت .. ولم نستطع إرضاء طموح اهلنا في الوادي لعدم إمكانية وصول الصورة بجهاز بث شبكة الصفاء من سيئون إلى مقر القناة بالمكلا .. لكن يمكن أن يتم ذلك عبر عربة النقل التي تتطلب مبالغ باهضة يمكن أن تُدفع في المباراة النهائية لأهميتها، لكن نأمل أن يتم تجاوز ذلك خلال البطولات القادمة لضمان النقل المبكر من استاد سيئون الأولمبي، بل ومن بقية ملاعب المحافظة.

وسط كل ذلك .. لم يؤمن كثير بالفكرة ولم يُلقي بالًا لها،  إلا من رحم الله، وعارضها الكثير، وصمت آخرون .. وارتفع بها آخرون.. لكن فرحة الناس لا يضاهيها شيء.

بدأنا المشوار لإيماننا بالهدف.. ونتركه ليُكمله الآخرون، وهذه سنّة الحياة.

ندرك تمامًا أن من أحب حضرموت .. عمل من أجلها .. ولم يتغنى بها فقط .. وأن صفيح ألم مباراة الجمعة، لا بد أن يتحول الى شعاع أمل.

أملٌ يُبدّد شيئًا من الألم .. هل علمتم الآن لماذا نعشق الرياضة؟

ويبقى الأمل ..

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Email
Telegram

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *