أعلم في البداية أنه سيتم تأويل كلامي .. وكل سيأوله على حسب هواه وموقفه من شخصي أنا .. و هذه واحدة من أخطائنا ومشاكلنا المتفاقمة أن المعنيين برياضتنا مسؤولية وصحافة و إعلاما يختارون مواقفهم لحسابات المصالح الشخصية الضيقة لا لحسابات المصالح الوطنية .. ويقيمون الأشخاص لا التجارب و الكلام الموضوعي ..
ورغم هذا كله لابد أن نقول آراءنا في الوقت الذي يجب أن نقولها كما يفعل العالم كله .. ونقيم حصيلة ماقدمته منتخباتنا في الاستحقاقات التي مرت .. وهو أمر طبيعي لا يجير في خانة الإستهداف الا عند الذين لا يعرفون ألف باء العمل المسؤول والرياضي والإداري …
اليوم انتهى استحقاق منتخب الناشئين وكان ختام مشاركته في نهائيات آسيا و المؤهلة لنهائيات كأس العالم .. بخروج نقدره لناشئينا الصغار .. لكني أؤكد أنه كان بالإمكان أفضل مما كان … خرجوا من الباب الكبير أمام فريق يفوقه اعدادا و إمكانات و أعمارا أيضا .. لكنه لا يفوق ناشئينا مهارة وامكانات فردية ..
لكن ما يؤلمني و يقض منامي .. أن هذه المواهب في ظل ذات العمل اللامسؤول ممن يديرون كرتنا .. ستنتهي كما انتهت تلك المواهب الزاخرة والفاخرة التي أفرحتنا و أسعدتنا في المراحل السنية الأولى .. لكنها تعرضت لعملية تدمير ممنهج حتى أصبح الفارق بينها وبين المنتخبات الأخرى مسافة سنين ضوئية .. ولعل مواهب منتخبنا الأولمبي ليست عنا ببعيدة .. وهي مواهب كانت من أفضل المواهب وجيل من أفضل الأجيال التي قدمتها كرتنا …
لكن المنتخبات حتى في دولة كلاوس .. يجري بناءها وفق أسس علمية على قل مواهبهم .. وسنراهم بعد سنوات يفوزون على منتخبنا بنتائج تؤلمنا ..
قدم منتخب الناشئين مواهب تابعها شعبنا من أقصاه الى أقصاه بكل حب و ايمان بموهبتهم .. لكننا سنتحسر بعد سنوات و أيام قليلة على ضياعهم و ذبولهم .. لجملة من الأسباب أهمها :
الإدارة أولا و أخيرا .. وعندما تكون الرياضة أولوية ربما نبدأ في أولى خطوات الطريق الصحيح .. وهذا ما هو غائب حتى اللحظة يقينا .
اعادة دوران عجلة الرياضة في البلاد على مستوى دوري حقيقي وتنافسي .. مش تجمعات ذر الرماد على العيون .. الرياضة تجمع ولا تفرق وربما بدوران عجلتها تدور عجلة البلاد للدوران ..
الاهتمام بمنتخبات ودوريات الفئات السنية .. وايجاد عمل منهجي لبناء اللاعب فنيا وجسمانيا وثقافة رياضية ايضا .
تصعيد لاعبي المنتخبات بشكل متدرج والاهتمام بهم طوال فترة وجودهم في المنتخب و تأمينهم ماديا ومعنويا وصحيا
تأهيل كوادر ادارية ووظيفية على مستوى الأندية والمنتخبات .
الاهتمام بالمدرب المحلي و تأهيله وتقديم الفرص له بعيدا عن حسابات العلاقات والمجاملات .. وكونوا على يقين أن انجازاتنا لن تتحقق الا بكادر يمني محلي .. ولا مانع من وجود خبرة اجنبية نوعية تحترمنا وتحترم كرتنا و تتواجد في عمق الوطن ولا تتعامل مع القوائم الجاهزة .. ◾نحتاج اعلاما رياضيا ايضا مواكبا ومتطورا .. ناقدا وسلطة حقيقية تكشف وتكاشف ولا تهتم لبعثات الاتحاد او فرصه .
صدقوني احس بانزعاج شديد وانا اتخيل ضياع مواهب كالطريقي وردمان وعباس والخضر وبقية الكوكبة .. كما بدأت تضيع مواهب كالكوماني و الشامي و محروس و بقية جيلهم اذا لم تدر حركة الدوري وتفتح امامهم ابواب الاحتراف .. كما ضاعت أجيال كثيرة سبقت وانتهت …
صرخة أسجلها أنا هنا وكلي أسى … لكن الأحلام لن تغادرنا بغد أجمل و أفضل بإذن الله تعالى .
