علي بن فهيد … علي النهدي … علي باحمدون ، سمه كما شئت ، ولكنه يبقى ذلك الرجل الذي حوى كل الوفاء ، عرفته منذ مايزيد عن الأربعة والثلاثين عاما، عندما كان ذلك الشباب الطالب في ثانوية حنيشان ، كان من الطلاب النجباء الطيبين ، الذين لاتجدهم الا في مواقع التميز العلمي والأخلاقي .
انتهت فترة عملي في عتق محافظة شبوة قبل العام 1990م بأشهر قليلة ، وتفرق كل منا لحال سبيله ، فرقتنا الدروب .
علي باحمدون ظل يجتر ذكريات الزمن الجميل مرات ومرات ، فلم ينس تلك الأيام الجميلة الدراسية ، ومن علموه احرف العلم ، فبحث عن معلميه ، واستطاع ان يجدهم من خلال وسائل التواصل وانا احدهم حيث استطاع ان يجمعنا بزملائنا وطلابنا .
وبقى على تواصل دائم ، يسأل عن حالنا واحوالنا ، ينقل لنا الاخبار عن طلابنا وزملائنا المعلمين ، جعلنا نعيش عالم جميل مثالي يعيش في الماضي كأنما هو الحاضر بعينه.
قبل عدة أيام كنت في زيارة للمملكة العربية السعودية برفقة نادي الاتفاق بالحوطة ، لغرض أداء مناسك العمرة ، فمنذ تحركنا من حضرموت وهو في تواصل معي ، الى ان التقينا يوم جمعة ، حيث تحمل عناء طول المسافات وزحمة الطرق ليكون اللقاء بعد فراق اكثر من أربعة وثلاثين عاما .
التقينا في منزله بمعية صديقه فهد باحاج ، واثناء حديثنا قال لي ان
ان خاله سياتي للتعرف علي ، ولم يكن خاله سوى الأستاذ الزميل محمد زكريا الفرا ، كان يريد ان يفاجئني ، وطبعا لم اعرفه في البداية ولكن لما تكلم بلهجته الفلسطينية عرفته بالرغم من التغيرات التي أحدثها الزمن في الشكل لا المضمون ، حيث كان ذلك الرجل الطيب الودود الذي عرفته قبل اكثر من 34عاما.
فكانت جلسة اعدنا مسلسل الذكريات .
وطبعا اصر الأستاذ محمد ان نزوره في بيته ، وزرناه ، انا وابوفهد وصديقه سالمين باصهيب ، وتواصل إعادة مسلسل الذكريات في عتق ، تحدثنا عن من كانوا في اعلى هرم التربية والتعليم ومديرنا المغفور له ان شاء الله أبو ايمن محمد قائد ، وال باجمال الذين يكن لهم أبو عمر الأستاذ محمد الفرا ، وخاصة العمدة المرحوم علي عبدالرحيم باجمال الذي يحمل له وزملائه المدرسين كل المحبة والتقدير والاحترام في ماكان يقدمه لهم في عتق .
– أبو فهد علي بن فهيد الشكر من القلب لكل ماقدمته لي في ايامي القليلة التي قضيتها في الأراضي المقدسة ، انت وكل من تواصل معي من ابنائي واصدقائي الطلاب في شبوة في كل مديرياتها ، حفظكم المولى.
