
شووت – كووورة
قال هاني أبو ريدة، عضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والإفريقي، ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، إن مشوار المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2026 لم يكن سهلا كما يتصور البعض، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلها الجهاز الفني بقيادة حسام حسن للوصول إلى المونديال.
وتابع أبو ريدة في تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: “لا أريد أن أقلل من حجم إنجاز حسام حسن، فالمجموعة التي وقعنا فيها ضمت منتخبات قوية، وأخرى أقل مستوى، لكن التصفيات دائمًا تحمل مفاجآت”.
وأضاف: “نشكر الجهاز الفني واللاعبين على جهودهم الكبيرة والوصول إلى كأس العالم، فهناك منتخبات كبيرة مثل نيجيريا تخوض الملحق، وهو ما يعكس صعوبة المهمة التي واجهها المنتخب المصري”.
وشدد رئيس الاتحاد على ضرورة استمرار الدعم الكامل للجهاز الفني والمنتخب الوطني، مؤكدًا أن “الفراعنة قادرون على تحقيق نتائج مميزة في كأس الأمم الإفريقية المقبلة، لما يملكه اللاعبون من ثقة عالية ورغبة حقيقية في الوصول إلى أبعد نقطة بالبطولة”.
لا خلاف مع حسام حسن
وحول ما أثير بشأن وجود خلافات بينه وبين المدير الفني للمنتخب، قال أبو ريدة: “قيل إنني ضد حسام حسن، لكن بعد العمل سويًا على أرض الواقع، اتضح أن الأمر مختلف تمامًا، والجهاز الفني وجد مني كل الدعم والمساندة منذ اليوم الأول”.
وأشاد أبو ريدة بقائد المنتخب محمد صلاح، مؤكدًا أنه نموذج يحتذى به في النضج والقيادة داخل وخارج الملعب: “صلاح يمتلك نضجًا على أعلى مستوى، سواء على الصعيد الشخصي أو في تعامله مع زملائه داخل المنتخب، وأنا فخور جدًا بطريقة قيادته ودوره الكبير في تحفيز اللاعبين”.
أكبر خطأ في المسيرة الإدارية
وتحدث أبو ريدة عن مسيرته في إدارة كرة القدم، موضحًا أن الراحل محمود الجوهري كان أكثر من شجعه على خوض هذا المجال، بعد أن توقفت مسيرته كلاعب بسبب الإصابة.
وأردف: “إدارة كرة القدم أصعب بكثير من أي عمل إداري آخر، لأنها تتطلب التعامل مع عقليات وثقافات مختلفة، لكني حاولت منذ البداية أن أترك بصمة لصالح الكرة المصرية”.
وأبدى أبو ريدة فخره بتأهل المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم مرتين، خلال عهده كرئيس للاتحاد (2018 و2026)، مشيرًا إلى أنه عمل لسنوات طويلة مسؤولًا عن المنتخبات السنية، ونجح في تقديم مواهب مميزة للكرة المصرية، أسهمت في تحقيق ثلاث بطولات كأس أمم إفريقية متتالية، إلى جانب الحصول على برونزية كأس العالم للشباب.
وعن أبرز أخطائه الإدارية، قال أبو ريدة: “أكبر خطأ في مسيرتي كان تغيير سياسة بناء جيل جديد بعد مونديال 2018، فقد كنا نعتمد على ضخ دماء جديدة في المنتخب بقيادة المدرب خافيير أجيري، لكن بعد التقدم لاستضافة كأس الأمم 2019، طلبت اللجنة الفنية عودة اللاعبين أصحاب الخبرة، ووافقت وقتها على ذلك القرار”.
وأضاف: “لو عاد بي الزمن، كنت سأتمسك بخطة الاعتماد على الشباب، فالنتائج في كرة القدم لا يمكن التنبؤ بها، لكن الاستثمار في المستقبل أهم من أي بطولة قصيرة الأمد”.
تفوق المغرب
وحول تفوق الكرة المغربية مؤخرًا، اعتبر أبو ريدة أن ما تحقق هناك “نتاج تخطيط طويل المدى من الاتحاد المغربي والدولة”، مضيفا: “المغرب وضع استراتيجية واضحة، واستفاد من اللاعبين المغاربة في أوروبا، بجانب إنشاء مراكز تكوين حديثة لاكتشاف المواهب، وهو ما جعله يتفوق قاريًا وعالميًا”.
وأشار إلى أن الاتحاد المصري يعمل حاليًا على مشروعات لتطوير المواهب، بالتعاون مع وزارة الرياضة، وتنفيذ برنامج تابع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بقيادة آرسين فينجر، يهدف إلى تحسين منظومة إعداد اللاعبين من القواعد السنية.
تطوير التحكيم المصري
وفيما يتعلق بالتحكيم، قال أبو ريدة إن التعصب الجماهيري هو كلمة السر في الانتقادات المستمرة للحكام، مضيفًا أن الاتحاد اتخذ خطوات جادة للتطوير، من بينها التعاقد مع الخبير الكولومبي أوسكار رويز، لتصحيح الأخطاء وبناء جيل جديد من الحكام.
وأوضح: “مهمة رويز ليست فقط مراقبة الحكام، بل تطويرهم ومنحهم الثقة وتجديد الدماء في المنظومة، لأن التحكيم ركن أساسي في نجاح أي منظومة كروية”.
علاقات قوية مع الأندية
وأكد أبو ريدة أن علاقاته جيدة مع مسؤولي الأهلي والزمالك وبيراميدز، مشيرًا إلى أن الاتحاد يدعم جميع الفرق التي تمثل مصر في البطولات الإفريقية.
وواصل: “لا توجد أي خلافات مع رابطة الأندية، فالعلاقة بيننا تقوم على التنسيق الكامل، والرابطة جهة منظمة للدوري، تعمل وفقًا للوائح الاتحاد المصري”.
وأضاف أنه غير راضٍ عن الحضور الجماهيري في الدوري، مشيرًا إلى أن الأندية الجماهيرية مطالبة بتنسيق أفضل مع روابط المشجعين، كما أن أندية الشركات يجب أن تعمل على إنشاء ملاعب خارج القاهرة، لجذب الجمهور المحلي وتشجيعه على الحضور.
أزمة الزمالك إدارية بحتة
وفي ختام تصريحاته، تطرق أبو ريدة إلى أزمة الزمالك المادية، مؤكدًا أنها إدارية في المقام الأول، معتبرًا أن “نفقات النادي تتجاوز العوائد بشكل كبير، وهو ما يضع الإدارة في موقف صعب، ويؤدي إلى تراكم الأزمات”.
وتابع: “الزمالك يعاني من كثرة الشكاوى المقدمة ضده في الاتحاد الدولي والمحكمة الرياضية، وهذا أمر سلبي نتيجة سوء الإدارة، وعلى محبي النادي أن يقفوا خلفه ويدعموه ماديًا ومعنويًا، حتى يتجاوز محنته”.
