يشهد الله وفي هذه الأيام المباركة أنني منذ عرفته ، صاحب موقف ومخلص في عمله وواثق الخطوات في كل مايقوم به ، وجلّ من لايُخطئ إن كان هناك خطأ ، وكان صارم في عمله ، وقاسي بعض الشيء وبالقانون الذي لم نتعود عليه للأسف ، ولكنه بشر وله وجه إنساني آخر مختلف مع كل من عرفه وتعامل معه ، حتى وأن اختلفت بيننا وجهات النظر في بعض الأمور الرياضية لأنه بالمناسبة رئيس نادي وحدة عدن الرياضي لمن لايعرف ذلك.
نعود لصلب الموضوع :
هذه هي السنة الثالثة منذ تعيينه مديرا عاما لمديرية الشيخ عثمان والتي تسلمها وايرادها السنوي لايتعدى بضعة ملايين واليوم في عامه الثالث بلغت نسبة الايراد أكثر من (مليار ريال) سنويًا وهي في حساب المديرية بالبنك وليس في جيبه الخاص ، ومنها تنفذ المشاريع التنموية عبر مناقصات وبرامج استثمار ملموسة على أرض الواقع بعد أن تسلم مديرية تعج بالعشوائيات ومتدهورة في طرقاتها ومتنفساتها العامة.
مشكلة وسام أن القانون الذي يفرضه ويطبقه لا يتوائم مع بلد وحكومة فاسدة ومنفلتة من رأسها إلى اسفلها لاتساعد وتدعم خطواته التي يقوم بها ، وكذلك شكّلت صدمة عند بعض مجتمع تعود على العشوائية وضد نفسه ومصالحه ، مع ذلك استمر معاوية في قيادة مديرية الشيخ عثمان التي تعتبر قلب عدن النابض وملتقى كل المحافظات اليمنية ، والحملات الباطلة تشن عليه من كل حدبٍ وصوب حتى تجاوزت كل أدبيات الأخلاق ووصلت للطعن والقذف في عرضه والله المستعان.!!
هذه المديرية الشائكة والعالقة في وحل العشوائيات كما يعرفها الجميع ، أصبح فيها حلم أن تمر بسيارتك الصغيرة في شوارعها بعد أن كانت المعاناة كبيرة ، حتى المريض لاتصل إلى بيته أي وسيلة تقله ، أسواق القات أيضا كانت المعضلة والتحدي الأكبر ، وبعد قرار إخراج تلك الأسواق ارتفعت الأصوات المستفيدة من هذه الأسواق ، ولكم أن تتصورون أن النيابة العامة وجهت لمعاوية استدعاء بسبب قراره نقل الأسواق من وسط المدينة بالإضافة إلى تحديد أسواق خاصة للخضار والأسماك بعد أن كانت تفترش الشوارع وتعيق الحركة فيها ، وهي خطوة شجاعة أقدم عليها ولاقت اشادات من جميع المواطنين وكل من قصد مديرية الشيخ عثمان ، ومن رأى بعينه اليوم الفرق بعد نقلها وبين الماضي والحاضر ومنظر الطرق وهي مفتوحة أمام الناس والمركبات ، سيعي حجم الحملة الشرسة على ( وسام معاوية ) عندما اقترب من عش الدبابير وأوكار البلاطجة والمحششين الذين يقتاتون من هذه الشوارع والأسواق بطرق غير قانونية منذ زمن..!!
حملة شعواء ممنهجة ركب موجتها عدة اطراف تختلف مع (شخص) وسام معاوية وليس (عمله) ، استغلت المواطن المسكين الذي قام باحراق نفسه ، نتمنى له الشفاء العاجل.
لقد عرفت وسام بصرامته وبوجه واحد حيث لايجامل أحد ولا يميل لطرف على آخر ، حتى لو يكون من أقرب الناس إليه ، أو حتى من لديهم نفوذ أكبر من منصبه فهو لايهم شيء ، على أن يتنازل على حساب سمعته وكرامته وشخصيته القوية التي نعرفه بها ، فهو أكبر من أن يكون إمعه بيد آخرين.!!
لمن لايعرف أتذكر في فترة سابقة أنني كنت شاهدًا ومستمعًا لاتصالات عديدة تأتي إليه من عدة قيادات ومسؤولين كبار بحجم وطن كما يقال ، يتوسطون لكبار التجار لكي يعفيهم من دفع واجبات وضرائب المديرية ، بعد أن عجزوا عن اغراءه بأموال من تحت الطاولة ، وبالهدايا العينية التي كانت ترسل إليه ويرفضها..!!
ليشكل ذلك صدمة واستغراب منهم ، كيف له رفض كل ذلك وممن كانوا وتعاقبوا قبله يتماشون مع أهواء التجار ورغباتهم في التمرير..!!
رغم الضغوطات التي يمر بها وسام حتى من مسؤولين أعلى منه ، لكنه لم يمررها ، ولو كلف ذلك تركه للعمل والجلوس في البيت وقد فعلها من سابق ، لقد واجه كل طبقات البلاطجة والنافذين وسط تحديات أمنية صعبة وخطيرة على سلامته ، من أجل مدينته التي تعاني العشوائيات والبلطجية وهو الذي لايعرف السلاح أو يحمله يوما قط ، لكنه سيظل (وسام) ذلك الشاب العدني المدني الذي نعرفه والقادم من المجتمع الرياضي الذي كان نجمًا في ملاعبه ، وحاملًا معه تطلعات وأهداف طموح الارتقاء ، واحترام المنصب الذي يعلم كل من يعرفه أنه لن يرضى إلا أن يكون أهلا له بمسؤولية وأمانة واخلاص للكرسي الذي يجلس عليه.
ليعرف الجميع أيضا أن (وسام معاوية) شاب بسيط وابن الشيخ عثمان التي ترعرع في حواريها وتعلم في مدارسها معنى الانتماء والحب والعطاء أكثر من الأخذ ، حيث لا خلفه قبيلة تسنده أو عصابة مسلحة ولا حزب يدفعه ، ولا خلفه معكسرات ومدرعات تأتمر لأمره ، بل أن بعض نافذين في الطرف السياسي الذي يحكم عدن ضده ويحاربه من زمان حتى اليوم ، وفي أكثر من مرة يريدون اسقاطه وتغييره ولكن لم يجدون عليه ذرة فساد تدينه..!!
ولكن يا (وسام) يجب أن تعرف أنك وسط مجتمع وفي بلد لاتستاهل كل ما تقوم به من جهود وقد حدثتك بذلك سابقًا ، وإلا كان بامكانك تترك الحبل على القارب وتنهب كل المقدرات دون حسيب أو رقيب كما هو الحال الذي يسير عليه معظم مسؤولي الدولة هذه الأيام ، رجل في الشرعية ورجل في الانتقالي..!!
أخيرًا…شهادة لله اقولها واكررها للجميع :
أنني لم أسمع أو أرى (وسام معاوية) يتحدث يوماً بنبره عنصرية أو يتخذ من سلطة عمله أي ممارسات (مناطقية أو سياسية) تجاه أي أحد من التجار وعاملي البسطات من المحافظات الشمالية ، كما يحاول البعض تحريف مسار ماحصل ، فقد طبق القانون على الجميع وعلى أبناء الشيخ أنفسهم.
بالمقابل كانت هناك حملات مناطقية ودوافع سياسية شاهدها ويعرفها الجميع ، كانت تُشن منذ فترة ماضية على اخوتنا الشماليين في جميع مديريات عدن ليل نهار وكان يتم مضايقتهم وتحميلهم على شاحانات في منظر عنصري مقزز لانتمنى عودته ، ومع ذلك لم نشهد حملة استنكار لما حصل كهذه ، مقارنة مع حملة اليوم الممنهجة ضد وسام معاوية الذي لو كان ينتهجها فعلًا لوقفت أنا أول الناس ضده..!!
وفي نفس الوقت لا ألوم كثير من زملاء واصدقاء انجرفوا خلف هذه الحملة على نياتهم ، ولن أبرر لهم أي شيء لأنه من الصعب ، لكن سننتظر اكتمال كل التحقيقات مع كل ماقيل في وسام معاوية ، ولا بد للحق أن يظهر للرأي العام ويحاسب فيه المخطئ ، لكي لانرضى بظلم أحد أيًا كان مسؤول أو مواطن ، وإن ثبتت كل تلك التهم والأقاويل وجاءت عكس ما ذكرته ونعرف وسام به ، فأنني أول من سيقف ضده وينتقده ، ولو حصل العكس فعليكم الاعتذار منه..!
(والله من وراء القصد وشاهد على كل حرف كتبته)
