شكري الحذيفي
— لاعبونا.. طلعوا روح المنتخب الايراني في الملعب وفقد المهاجمان هيثم السلامي وعبدالرحمن الخضر التركيز وتمكن منهم التردد فجعلهم يضيعان على نفسيهما وعلى المنتخب فرصة سانحة لتحقيق المعجزة.. لايتحمل أحد هذا الخروج الموجع فالجميع أدوا ما عليهم.. قاتلوا في الميدان وقادوا إيران المتفوق لاعبيها تحضيرا وجسمانية وقوة بدنية الى التعادل السلبي.. غير أن ركلات الترجيح عاندتنا في هذه البطولة كما حدث في نهائي كأس آسيا بالامارات مع منتخبنا الوطني للناشئين 2002 منتخب الامل امام كوريا الجنوبية.. وفقدنا اللقب بركلات الترجيح أيضا ومنتخبنا على مرمى هدف من إحراز البطولة الآسيوية.. وبنتيجة خمسة أهداف كورية وأربعة يمنية.. بعدما أبت كرة أكرم الورافي في الركلة الخامسة أن تسكن الشباك وزحفت لتلامس القائم الأيسر وتبتعد.. مع فارق أن منتخبنا الناشىء كان قد تأهل لنهائيات كأس العالم بهلسنكي الفنلندية..
– مما يثلج الصدر أن لاعبينا قدموا مباراة راقية وقوية وأظهروا ندية وقتالية في الملعب وأغلقوا على المهاجمين الايرانيين مفاتيح اللعب..وأبطلوا مفعول المحاولات الحمراء فحالوا دون انطلاقات الظهيرين لمساندة الغزوات وتكثيفها وضيقوا المسافات البينية وطوال الشوطين ظل الدفاع اليمني متيقظا ابتداء من الخطوط الأمامية مرورا بخط الوسط واختتاما بالخط الخلفي والحارس وضاح أنور..فاتضحت القدرات التكتيكية للمدرب محمد حسن البعداني التي شكك فيها بعض المتربصين وطالبوا بتغييره قبل ملاقاة المنتخب الإيراني..إلا أن المباراة بما حوته من قتالية وحضور ذهني ونزعة هجومية للاعبي منتخبنا في بعض الفترات تؤكد تفوق البعداني ميدانيا على مدرب المنتخب الايراني..فظهر لاعبونا بشخصية الندية وتمتعوا بالالتزام بالمهام الهجومية والواجبات الدفاعية..
كان الجهاز الفني يبنى نهجه الهجومي متوازنا مع الإغلاق الدفاعي والالتحام الإيجابي مع لاعبي إيران حتى لاتتاح لهم الفرصة لتناقل الكرة أو تشكيل هجمة خطرة على مرمى وضاح أنور.. وهذا أثر سلبا على استثمار لاعبي الأحمر الإيراني البنية الجسمانية القوية للعبيه..وقد نجح الضغط من منتخبنا على حاملي الكرة للإيرانيين للحؤول دون تحويل كرات عكسية الى رؤوس المنافسين في الخط الهجومي كونهم يمتازون بطول القامة..ذلك بإيجاز ماجرى ميدانيا من قبل لاعبي منتخبنا الذي فاز تكتيكيا.. وفشل ترجيحيا.
— لايمكن لأي يمني محب لهذا الوطن إلا أن يتوجع على فقدان أعظم فرصة ذهبية للوصول الى العالمية للمرة الثانية بعد عقدين من ظهور لكرتنا اليمنية في نهائيات كأس العالم.. ومن حق كل يمني أن يعبر عن استيائه وشعوره الأليم إزاء هذا الانكسار الحزين.. وضياع الحلم.. فهذه المشاعر المكلومة والأحاسيس الوجيعة وآهات النواح والقهر بعض علامات الحب لمنتخب أسعد البلاد والعباد داخل الوطن وخارجه..ورفع منسوب التفاؤل في النفوس والأفئدة بأننا على موعد مع الابتهاج العظيم في ظل ما تسببته سنوات الحرب الثمانية من ويلات وآلام وأتراح ومآس ونكبات وكوارث على حياة اليمن واليمنيين..وحولت صباحه المشرق الى ليل بهيم..
— وما يفلج الصدر ويضاعف الأحزان والأكدار لدى الجماهير الرياضية أن يعتلي منابر الصحافة الرياضية معارضون فقط..يبتلعون ألسنتهم عند الانتصارات لمنتخب السعادة ويتوارون..وما إن يتعثر حتى تفتح أفواه المدافع باتجاه المنتخب لاعبين ومدربين..ثم ينقضون على اتحاد الكرة ..فيستاءون ويسيئون ويشكون ويشتكون ويحدون شفراتهم لاتخاذ ضحية يسلخونها في مذبح النقد والمعارضة..
— لسنا في موضع الدفاع عن اتحاد العيسي هنا.. لكننا نذكر هؤلاء بأن منتخبنا وجهازه الفني قارعوا المنتخبات التي واجهوها.. ووصلوا الى الخطوة الاخيرة وكانت الترشيحات من المحللين الرياضيين تصب في صالح المنتخب الايراني لتمتع لاعبيه بالقوة البدنية ولانتصاراته وقوته الهجومية ولاعبيه الذين امتازوا بالمهارة والتسديد القوي من مسافات بعيدة.. وأكد المحللون أن اليمن لن يصمد أمام المد الإيراني عطفا على نتائج المنتخبين.. غير أن الجهاز الفني تمكن من جر الاحمر الايراني الى ركلات الترجيح بعد أن درب اللاعبين على التسديد.. فكان الضغط النفسي وثقل المسئولية الذي نال من لاعبينا أسهم سلبا في افتقاد لاعبينا هيثم السلامي وعبدالرحمن الخضر للتركيز والدقة في التنفيذ.. وللمعارضين والجمهور الوجيع..صحيح إن تأهل منتخبنا كان سيجعل عيد اليمن عيدين لكن هذا قانون كرة القدم.. والكرة قالت كلمتها.. لقد أرجأت الفرحة اليمانية الى موعد آخر.. فضعوا سكاكينكم..وسواطيركم.. وإياكم أن تجعلوهم قرابين لخصوماتكم مع اتحاد العيسي..احذروا أن تقتلوا هذه الكوكبة من اللاعبين أو تدمروا مستقبلهم..فمازلنا نتأمل أن نصنع بهم إنجازا مع منتخب الشباب القادم إن شاء الله.. فقط لنحسن استثمارهم.. ولنجد لهم العذر لهذا الوداع والمغادرة من بوابة ركلات الحظوظ.. فقد خرجت بها منتخبات عظمى تمتلك نجوما وألقابا وبطولات عالمية.. وبلغت بها منتخبات أخرى لم تكن في خارطة المرشحين للعبور فوصلوا بضربة حظ….
— شكرا لأنكم تتفهمون..