رئيس التحرير
يزيد الفقيه
Slide
Slide
Slide
Search
Close this search box.

فحمـــــــــــــــــــــان .. بـــــــــدر شعبـــــان..!

 يولد فحمان من أعماق الزمن..وجه مغبر من تراب معاناة .. و جسد أنهكته تضاريس العذاب..لكن قمره الريفي تزينه ضفائر جبل..صخور قاسية لا تمنحك سوى التجلد و الصبر و الصلادة.

 أمر لم يحدث لأي ناد في العالم..

أطل فحمان بنصف قمره.. غيب كل النجوم .. اشتد عوده مع الحمم التي تصلبت .. كان منتشيا .. لم تأبه أشرعته للعاصفة..في لحظة تقاطع مداري الجدي و السرطان .. رمى الشطآن بفيروزه .. فأصبح هذا الفريق الريفي مدعوا لحفلة شواء عربية.

 في جدة .. كانت الوجوه الفحمانية في حالة تأهب قصوى..لا أحد يراهن عليهم إلا النادر.. و النادر لا حكم له..و مع المدرب وليد النزيلي.. فتى إب الخضراء.. توه فحمان قطار الزمن .. نسي سكة المعاناة و الأرض المتربة و عرج على كل الضيعات.

 لم يفز فحمان على بطلي الصومال و جيبوتي فحسب..لكنه قهر ظروفه الصعبة .. هزم قلة الإمكانات المادية ..و دحر شحة المساحة و الوقت ..

 من كان يصدق أن هذا الفريق الريفي قليل التجربة قادر على صناعة (الشربات) من فسيخ واقعه المر؟

من كان يراهن على أن فحمان بين يوم وليلة ستتفجر حجره عيونا و أنهارا و بحارا؟

من كان يراهن على أن هذا الفريق قادر على التحليق بعيدا بملامح و أطياف لا ظل لها؟

 هم ينتمون إلى (أبين).. المحافظة المحروسة بضوء إيمان..كانوا يسمونها برازيل (الجنوب)..ثم برازيل (اليمن)..و الآن وقد أنتجت الطبيعة هذا الطيف الأحمر تستحق (أبين) أن تكون برازيل الجزيرة و الخليج. 

 فحمان الذي خرج من صلب أبين قويا .. مهابا..مشاكسا..لا يمكن إلا أن تكون جيناته من وحي أبين.. المحافظة التي لا تعترف بتحديد النسل.. و لا تفرض أحكاما عرفية على مواهبها.

 في أبين حيث يسميها السياسيون البلداء (بلاد الحاس و الحساس) يمكن للذين يمتصون خيراتها و يستنزفون أبناءها في ساحات الوغى أن يهدوا حيلها بالفقر و الحرمان.. يمكنهم أن يحرموا أطفال أبين من كل شيء إلا من كرة القدم و من حائط يتدربون عليه.

 لاحظوا كيف بزغت شموس فحمان في (جدة)؟

لاحظوا كيف بدد الفحمانيون سحب الشك الداكنة.. فظهر الفريق الريفي بدرا شعبانيا مكتملا في سماء (جدة)؟

 يمكنك أن تقرأ البؤس المادي في وجه رئيس النادي..لكن هذا لا يعني أن فحمان فقير من حيث الرصيد البشري.

لماذا ظهر فحمان مرعبا و متفوقا داخل الملعب؟

لأنه باختصار يمتلك أسلحة طوارئ فتاكة .. و قطع غيار نادرة..و مدرب جيد يعرف كيف يفجر طاقات اللاعبين حماسا منظما لا يعرف التهور.

 الآن و قد فرض فحمان نفسه كوكبا ضمن كواكب دور المجموعات.. يلزم أن يجد موازنة مالية من وزارة الشباب والرياضة.. على نائف البكري إجراء عملية (تقشف) و تحويل الدعم من جهات خاصة تذهب للسياحة و التمثيل بالوطن إلى فحمان الذي يشرف و يرفع كل رأس.

 و لا أظن أن الشيخ أحمد العيسي رئيس اتحاد الكرة سيبخل على فحمان في المرحلة القادمة..على اعتبار أن هذا الفريق رسم نصف ابتسامة على وجوه الجماهير بعد النتائج المخيبة للمنتخب في خليجي البصرة.

 من دون أن أنسى رجل (مودية) القوي المهندس أحمد الميسري..لاعب فحمان السابق الذي يمتلك شبكة علاقات كبيرة يمكن استغلال نفوذها لدعم هذا الفريق المكافح.. لأن القادم أصعب و أمر.

و ختاما :

تابعت رحلة فحمان و عشت معهم التفاصيل أولا بأول و الفضل في ذلك بعد الله لنائب القنصل لشؤون الحج والعمرة الأخ العزيز أحمد السعدي الذي جند نفسه لخدمة فحمان.. و ضحى بوقته و بمهامه و صحته لأجل تذليل العقبات و الصعاب أمام بعثة الفريق..و من وجهة نظري أرى السعدي بمواقفه اللاعب رقم 12 في فحمان..و  الورقة الأهم التي رفعت من معنويات اللاعبين و دفعتهم لتحقيق إنجاز التأهل و قهر الظروف و قلة الإعداد و أمور أخرى الحديث عنها يشيب له ريش الغراب.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Email
Telegram

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *